إنّ التوجيه الطلابي في مدارس الظّهران الأهليّة يهدف إلى منح الطّلّاب فرصة التّحدّث عن الصّعوبات الّتي يواجهونها في بيئة آمنة داعمة لهم. ويمكن تنفيذ ذلك من خلال الوقاية، والتّدخل عن طريق برنامج توجيه مدرسيّ شامل مثل: دعم السّلوك الإيجابيّ (PBS) بأسلوب الجلسات الثّنائيّة؛ حيث يمكن للموجهيّن مساعدة الطّلّاب على اكتشاف وسائلهم الخاصّة؛ لمعالجة قضاياهم، والتّعبيرعن مشاعرهم.

إنّ البرنامج التوجيهي يتمحورحول الطّفل، فهو برنامج نمائيّ، وقائيّ، تفاعليّ. كما أنّه جزء متكامل، ومترابط من البرنامج التّعليميّ الذي يتمّ تنفيذه من الصّف التّمهيديّ إلى الصّف الثّالث الثّانوي. إنّ الموجهين يتعاونون بكفاءة مع الطّلّاب، والمعلّمين، والإداريين، وأولياء الأمور؛ لخلق بيئة مريحة؛ لرعاية، ودعم الجوانب الاجتماعيّة، والعاطفيّة للطّلّاب. إضافة إلى المجالات المتعدّدة الّتي يمكن فيها تقديم الدّعم التوجيهي مثل: التّطور العاطفيّ، والأكاديميّ، والسلوكيّ، والنّفسيّ، والاجتماعيّ.
يساعد الموجهون الطّلّاب على المضي قدمًا؛ لتحقيق أهدافهم الشّخصيّة، ومتابعتها من خلال تأمّل، وتحسين خططهم؛ لدعم صحّتهم النّفسيّة، والتّوعية بذلك؛ لضمان التّقدم الشّامل للطّلّاب، فيقدّم الموجهون الاستشارات لهم إلى جانب متابعة الطّلّاب الّذين يواجهون التّغييرات، والتّحديّات في حياتهم مثل: طلاق الوالدين، الانتقال، الوفاة، مشاكل الأقران، التّنمر، عادات الدّراسة، وغيرها.

يتعامل الموجهون مع الطّلّاب من خلال الأنشطة المختلفة المتعلّقة بمشاكلهم، أومخاوفهم، أوالمسائل المتعلّقة بالنّمو، أوغيرها من النّزاعات التي تنشأ بشكل مفاجئ، فيتأمّل الموجهون الملاحظات المستمدّة من نتائج الأنشطة؛ للكشف عن الطّلّاب الذين قد يحتاجون إلى دعم فوريّ؛ للتّغلب على أزمة معيّنة؛ حيث يتدّخل الموجه على الفور من خلال إجراء مقابلة مع الطّالب بشكل فرديّ، من ثمّ الاتصال بوالديه؛ للحصول على المزيد من الدّعم. إنّ الموجه يلعب دورًا حيويًّا من خلال زيادة الوعي، وتوجيه الطّلّاب، ومساعدتهم على الإيمان بقدراتهم من أجل التّغلب على التّحدّيات التي تواجههم، والتّغيّرات العاطفيّة، والجسديّة، والاجتماعيّة الّتي يتعرّضون لها؛ حيث يمكن تحديد مخاوفهم العاطفيّة، والسلوكيّة من خلال قسم التوجيه في مرحلة مبكرة.

إنّ عملية التوجيه تهدف إلى مساعدة الطّلّاب في حلّ مشاكلهم، وتعزيز معرفتهم بأنفسهم، ورضاهم عنها. كما ترمي أهداف التوجيه المدرسيّ إلى دعم تعلّم الطّلّاب، ومساعدتهم على النّجاح، وتحقيق أهدافهم الشّخصيّة تحت مظلّة الأهداف العامّة للتّعليم في المملكة العربيّة السعوديّة، ومواكبة التّحول الّذي حدث مؤخرًا في التّعليم، والّذي يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية (2030).
يقوم الموجه بتوجيه الطّلّاب عن كثب؛ ليصبحوا قادرين على حلّ مشكلاتهم، وليصبحوا متعلّمين مستقلّين، ومؤمنين بقدراتهم، فيشجّعهم على أن يكونوا مستعدّين؛ لتقديم الدّعم، والمساندة لزملائهم في الفصل، وإخوتهم، وغيرهم من الأشخاص بشكل دائم. كما يساعد الموجه الطّلّاب في تعلّم كيفيّة مشاركة الأفكار بوضوح، واحترام، وقبول وجهات نظر الآخرين، وفهم التّنوّع الثّقافيّ إلى جانب كيفيّة تحقيق رغبتهم في التّطور؛ ليصبحوا مواطنين صالحين، ومنتجين عالميين.